Find in Library

 قام الشّعراء المخضرمون في صدر الإسلام بترجمة صورة الإنسان شعرا، فرسموا صورة جمالية ذاتية للمؤمن التّقي المجاهد، المسلّم بالإرادة الإلهيّة، والمعظّم للقيم الإسلاميّة، وصورة جمالية للمؤمن الشّهيد  مستعرضين صفاته الجسديّة الممثّلة بالشجاع الجسور الذي يأبى الضيم ويرفض الظلم، وبالأغر الأبيض، و صفاته المعنوية الممثّلة بالماجد الشريف، الصّابر، الصّادق، الوفيّ، صاحب الرأي السديد، لتشكل هذه الصفات في مجموعها صفات بهيّة تجمع بين جمال المظهر وجلال الخصال. فجاءت صورة المؤمن في شعر المخضرمين على حامل جمالي يستمدّ أركانه من الأساليب البلاغيّة المتنوّعة، والصور البيانية، وحسن استخدامهم الألفاظ والمعاني التي تأتلف فيما بينها لتجعل من هذه الصورة أنموذجا للمؤمن الحق، فكانت قادرة على قراءة الأبعاد الحقيقية لمعاني الإيمان، وكانت دليلا على رغبة المخضرمين في تغيير صورتهم الجاهلية إلى صورة جديدة تحتفي بالإيمان.